الوصف

ينطوي هذا الكتاب على تحليل بارع حول عملية تشكيل الثقافة للمجتمع. فهو يشتمل على مباحث متنوّعة تخصّ المخيال في المدينة عبر الإشهار والصورة؛ العنف في الحضارة المعاصرة من جرّاء الإقصاء؛ القابل للتصديق من الخطابات التي تتّخذ أشكالا عدّة: ايديولوجية، سياسية، ثقافية، علمية، أكاديمية، اجتماعية؛ دور الجامعة في توزيع المعارف وصناعة النُخب والمعضلات الهيكلية التي تصادفها؛ موقع المدرسة داخل المجتمع والمهامّ التربوية والتعليمية التي تضطلع بـها؛ الهندسة الاجتماعية للمعرفة والأطر النظرية في تنظيم المجتمع ثقافياً وسياسياً؛ مكانة الثقافة في المجتمع والمؤسسات التي تتمفصل بـها أو تنعطف عليها؛ الممارسات اليومية في تنظيم المدينة والسكن والحياة المشتركة في العيش والتواصل. هذه كلّها مباحث متعدّدة وثريّة آثر ميشال دو سارتو الوقوف عليها وقوف الطبيب المشرّح على طاولة العمليات لتشخيص مواطن العلّة وتبيان مسارات التعافي. هل هناك قطيعة بين ثقافة النخبة وثقافة الجمهور؟ بأيّ معنى ينبثق الماضي داخل الحاضر في شكل عودة المكبوت أو تحرير الأطياف؟ ما هي السياسة الثقافية الممكن إعدادها لربط المجتمع بآليات القراءة والكتابة؟ كيف تساهم الممارسات الثقافية في تحرير الطاقات النظرية والعملية وابتكار رؤية لما هي عليه الحياة اليومية في أبـهى تجليّاتـها؟ ماهي العوائق الممكن تفاديها أو السُبُل الواجب اتّخاذها لجعل الثقافة مراسم في الزرع ومواسم في الحصاد؟ إنّـها بلا شكّ الأسئلة المشروعة والمتشعّبة التي يتناولها هذا الكتاب بكثير من الحصافة والإبداع.